اصفرار العين مؤشر صحي قد يكون بسيطًا أو علامة على حالة مرضية خطيرة. وهو أول ما يلاحظه كثير من الناس عند النظر في المرآة، دون معرفة ما إذا كان يجب القلق أو زيارة الطبيب. في هذا المقال، سنتناول الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة، ونوضح متى يشكل اصفرار العين مؤشرًا صحيًا يدعو للتصرف الفوري، ومتى يكون عرضًا عابرًا.
تراكم البيليروبين: السبب الأكثر شيوعًا
يُعد تراكم مادة “البيليروبين” في الجسم هو السبب الأساسي لاصفرار العينين، وهو ناتج عن خلل في تصريف هذه المادة عبر الكبد. عندما لا يقوم الكبد بوظيفته بكفاءة، تبدأ مادة البيليروبين – الناتجة عن تحلل خلايا الدم الحمراء – بالتراكم في الدم، ما يؤدي إلى اصفرار الجلد وبياض العين.
قد يكون هذا الخلل ناتجًا عن أمراض الكبد المزمنة، مثل التهاب الكبد الفيروسي، تشمع الكبد، أو انسداد القنوات الصفراوية. كما يمكن أن يظهر الاصفرار بعد تناول أدوية تؤثر على الكبد أو نتيجة أمراض وراثية نادرة.
متى يصبح الاصفرار خطيرًا؟
اصفرار العين مؤشر صحي مهم إذا كان مصحوبًا بأعراض إضافية، مثل:
- التعب المزمن
- الغثيان أو القيء
- الحكة الجلدية
- فقدان الشهية
- تغير لون البول (يصبح داكنًا)
- براز شاحب اللون



وجود هذه الأعراض مع اصفرار العين يدق ناقوس الخطر، ويشير إلى وجود مشكلة حقيقية في الكبد أو المرارة أو الدم. في هذه الحالة، من الضروري مراجعة الطبيب المختص فورًا لإجراء التحاليل اللازمة وتحديد سبب الحالة بدقة.
أما إذا كان الاصفرار طفيفًا وغير مصحوب بأي أعراض أخرى، فقد يكون ناتجًا عن إجهاد أو جفاف، لكن لا يُنصح أبدًا بإهماله، خاصة إذا استمر لفترة طويلة.
لا تهمل صحة عينيك!
صحة العين لا تقتصر على وضوح الرؤية فقط، بل تُعد مرآة دقيقة لصحتك العامة. اصفرار العين مؤشر صحي قد يكشف مبكرًا عن مشاكل في الكبد أو اضطرابات في الدم أو الجهاز الهضمي.
عند ملاحظة أي تغير في لون بياض العين، لا تكتفِ بالتشخيص الذاتي أو البحث عبر الإنترنت، بل توجّه فورًا للاستشارة الطبية. الفحص السريري وتحاليل الدم تُعد الطريقة الوحيدة لتحديد السبب بدقة ووضع خطة علاجية مناسبة.
الاهتمام بالعين يشمل أيضًا:
- النوم الجيد
- التغذية السليمة
- شرب كمية كافية من الماء
- مراجعة الطبيب عند ملاحظة تغيرات غير طبيعية
راقب عينيك، تحمِ صحتك
كما رأينا، فإن اصفرار العين مؤشر صحي لا يجب تجاهله، خصوصًا إذا كان مصحوبًا بأعراض مزعجة. من المهم التفاعل مع هذه العلامة كمؤشر مبكر لحالة صحية داخلية، والحرص على زيارة الطبيب لتحديد السبب ومعالجته.
الوقاية خير من العلاج، والبداية دائمًا من الملاحظة الدقيقة لأي تغيير في الجسم. اجعل من عينيك نافذتك الأولى لاكتشاف مشكلات صحية محتملة قبل تفاقمها.