وحدة الماء الازرق

الماء الأزرق (الجلوكوما)

الماء الأزرق (ارتفاع ضغط العين) هو مرض يصيب العين يسببها ارتفاع ضغط حاد أو مزمن والذي يحلق ضرراً بالعصب البصري، ويتبعه تدريجياً فقد أجزاء من المجال البصري للرؤية، حيث إن ضغط العين الطبيعي يتراوح بين 10 إلى 21 مليمتر زئبقي، وفي حال لم يتم اكتشافه ومعالجته فإنه يسبب تلفاً كليا في العصب البصري وبالتالي يؤدي إلى العمى.

ماذا يعني تسمية الماء الأزرق

ان الاسم الشائع لمرض ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما) لدى الناس هو الماء الأزرق، وأتت هذه التسمية من كلمة الجلوكوما عند الاغريق والتي تعني الشلالات الزرقاء، حيث إن المريض قد يشاهد هالات زرقاء عند النظر لمصدر الضوء، فيجد انطباع ان بداخل العينين هناك مياه زرقاء، وأيضا يتغير لون العين المصابة بارتفاع الضغط الشديد من عند الولادة، أي بسبب خلقي أو وراثي تصبح ذات لون أزرق غامق.

أسباب الماء الازرق

يرجع أسباب الإصابة لعدم التوازن بين كمية السائل المائي التي تفرزه العين باستمرار وبين قدرة تصريف قنوات العين الخاصة, حيث تفرز العين السائل المائي داخلها وذلك ليحافظ على شكلها الكروي، ويصرف هذا السائل بواسطة قنوات دقيقة فيها في زاوية العين بين القزحية والقرنية، وذلك ليبقى معدل ضغط العين ضمن الحدود الطبيعية، حيث بحال لم يتم تصريف الافراز، بسبب ضيق القنوات أو وجود التهابات داخل العين، يؤدي ذلك إلى تجمع هذا السائل المائي في داخل العين، وعندها يرتفع معدل ضغط العين وبالتالي يضغط على العصب البصري والشبكية، وينتج عنه تلفً تدريجيا يصيب النسيج العصب البصري للعين وبعض طبقات الشبكية، وهذا التلف غير قابل للعلاج.

الأشخاص المعرضون لمرض الماء الازرق

مرض الماء الأزرق قد يصيب الكبار والصغار وهناك أشخاص أكثر عرضة من غيرهم وذلك لعوامل وراثية، أيضاً تزداد فرصة الإصابة لدى من يعانون من أمراض مثل بعد النظر أو القرنية الصغيرة، حيث تكون زاوية العين الامامية التي يصرف من خلالها السائل ضيقة ومعرضة أكثر للانسداد، أو عند حدوث التهابات بالقرنية، وترتفع نسبة الإصابة بالمرض عند من تجاوز سن الأربعين بمعدل خمسة مرات من غيرهم.

أنواع الماء الأزرق

جلوكوما مفتوحة الزاوية (الماء الأزرق المزمن)

يسبب يضعف تدريجي في الرؤية ومن دون شعور بالألم، وهو النوع الأكثر شيوعاً ويكون نتيجة تديق قنوات العين الداخلية ويتجمع السائل المائي ببطء ومع مرور الوقت، وعادةً تبدأ الحالة بعد سن الأربعين، حيث يشعر المريض بضيق بمجال البصري، وبحال لما يتم الكشف عن المرض وعلاجه فإن قدرة الابصار تنحصر في دائرة صغيرة، ان التشخيص المبكر عادةً ما يكون عند زيارة طبيب العيون للفحص الدوري.

جلوكوما الزاوية المفتوحة الحاد

وهو أقل شيوعاً وأكثر خطورة، حيث يصيب الأشخاص الذين لديهم زاوية العين ضيقة، وتكثر الإصابة لدى من يعانون من طول النظر، ويؤدي هذا المرض ارتفاع مفاجئ وحاد بضغط العين مما يسبب تلف عصب البصري ويشعر خلالها المريض بآلام بالعين وإحساس بالغثيان وضعف حاد في الرؤية، وإن لم يعالج هذا المرض بشكل عاجل فإنه قد يؤدي إلى فقدان البصر في مدة قصيرة، وفي حال أصيبت إحدى العينين فهناك احتمال أن تصب العين الأخرى فيتم إجراء وقائي للعين عن طريق الليزر.

الماء الأزق الخلقي (جلوكوما خلقية)

يصيب هذا المرض حديثي الولادة، حيث قد يولد الطفل مصاباً أو يصيبه في السنوات أو الأشهر الأولى، كما يمكن أن يسببه إصابة الام بفيروس أثناء الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أو لعوامل وراثية، وأيضا قد ينتج عن زواج الأقارب، يلاحظ على الطفل تدميع مستمر وكبر حجم سواد العين بشكل غير طبيعي وذلك بسبب كبر حجم القرنية وهي التي تعطي سواد العين، قد يصاحب هذا المرض فقدان القرنية لشفافيتها فيتغير اللون إلى الأزرق الغامق أو الأبيض، ويجب علاجه بشكل عاجل وبأسرع وقت ليستطيع الطفل القدرة على التركيز بعينيه وتجنب الإصابة بكسل العين.

الماء الأزرق الثانوي (الجلوكوما الثانويّة)

يحدث نتيجة ارتفاع ضغط العين ويكون مسببه حالات مرضية عديدة ومنها:

  • التهابات القزحية المتكررة.
  • المراحل المتقدمة من مرض اعتلال شبكية السكري
  • أورام العين الداخلية
  • الاستعمال الطويل لمركبات الكورتيزون، خاصة قطرات العين.
  • انسداد الاوعية الدموية بالشبكية

الوقاية من الماء الأزرق

مرض الجلوكوما مرض خطير يؤدي إلى اضرار جسيمة في العصب البصري وان العلاج المبكر مهم حدا لتفادي حدوث أي مضاعفات قد تؤدي الى فقدان الرؤية، فينصح للوقاية من مرض الماء الأزرق:

زيارة استشاري العيون في أقرب وقت عند ظهور اعراض مثل:

  • رؤية هالات ملونة حول الأضواء أو فقدان الرؤية المحيطية وعدم وضوح الرؤية.
  • احمرار العين والشعور بآلام شديد في العين.
  • كبر حجم القرنية أو تغير لون العين عند الاطفا

فحص العين بشكل دوري 3-5 سنوات بعد سن 40، وكل سنة بعد 60.

يجب فحص ضغط العين لجميع أفراد العائلة سنوياً، في حالة وجود تاريخ في الإصابات في العائلة.

طلب استشارة طبية قبل زواج الأقارب في حالات وجود إصابات بارتفاع ضغط العين الخلقي.

تشخيص الماء الأزرق

يتم تشخيص المرض بحال وجوده عبر قياس ضغط العين، إن ضغط الطبيعي للعين يكون من 10 إلى 21 مليمتر زئبقي، ويتم أيضا فحص العصب البصري لتقييم التلف الذي يكون سببه ارتفاع ضغط العين على الانسجة العصبية، ويقوم الطبيب بفحص مجال الرؤية ودقة الابصار وفحص سمك القرنية، حيث ان التشخيص والعلاج المبكر هما عاملان رئيسيان للوقاية من فقدان البصر.

علاج الماء الأزرق

يعالج المرض بواسطة أنواع عديدة من الادوية التي تعمل على زيادة تصريف السائل المائي أو خفض انتاجه وذلك لتخفيف ضغط العين، وهي في معظم الحالات قطرات يصفها الطبيب، وحيث من المهم جداً الالتزام بتعليمات الطبيب والمداومة على استخدام الادوية الخافضة، لأن الإهمال يسبب ارتفاع ضغط العين وحصول المزيد من التلف في العصب البصري. أيضا يعالج جلوكوما الزاوية المفتوحة باستخدام الليزر فيعمل على توسيع زاوية تصريف السائل المائي حيث يتم المحافظة على حدود ضغط العين الطبيعي. إن جراحة الماء الازرق تعتبر الحل النهائي في معظم الحالات الماء الأزرق الحادة أو التي يكون مسببها خلقي والتي لا تستجيب للعلاج بالأدوية الطبية.