نعمة البصر.. الدكتور سعيد ضيف إذاعة القرآن الكريم، في اليوم العالمي للبصر، يتجدد الحديث حول أهمية العناية بالعيون والوقاية من أمراضها. تعد نعمة البصر من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، لكن المحافظة على هذه النعمة تتطلب وعياً وتدخلاً طبياً عند الحاجة. في حديثه لبرنامج “اللهم بك أصبحنا” على إذاعة القرآن الكريم، تطرق الدكتور سعيد الودعاني، استشاري العيون وأستاذ مشارك بكلية الطب بجامعة الملك سعود، إلى ضرورة التوعية بأمراض العيون، وكيفية الحفاظ على صحة العيون من خلال الفحوصات الدورية، مشيراً إلى أن نعمة البصر هي “مسؤولية الحفاظ والعلاج.”
أهمية الفحص الروتيني
أحد أبرز النقاط التي تناولها الدكتور سعيد الودعاني هو أهمية الفحص الروتيني للعيون، خصوصاً للأطفال. فهناك العديد من الأمراض التي تصيب العيون، مثل كسل العين، والتي يصعب علاجها إذا تم اكتشافها في مراحل متأخرة. أوضح الدكتور الودعاني قائلاً: “الوقاية من العمى تبدأ من الفحص المبكر”. وشدد على أهمية الكشف المبكر للأطفال منذ الولادة وحتى سن دخول المدرسة، حيث قد لا يشعر الطفل بوجود ضعف في النظر لأنه يعتاد على استخدام عين واحدة سليمة.
كسل العين: المشكلة الصامتة
يُعتبر كسل العين من أبرز المشكلات التي قد تؤثر على البصر إذا لم يتم اكتشافه في وقت مبكر. وعرّف الدكتور سعيد الودعاني هذا المرض بأنه ضعف في النظر يحدث نتيجة لعدة أسباب، مثل الحول أو مشاكل العيوب الانكسارية. وأكد أن العلاج يصبح مستحيلاً بعد سن الثامنة إذا لم يتم التعامل معه في الوقت المناسب. وأضاف: “المجتمع يحتاج إلى وعي أكبر بمشكلة كسل العين، لأن التهاون في علاجه يضعف فرص الشفاء تماماً.”
التعامل مع أمراض العيون الشائعة
تطرق الدكتور الودعاني أيضاً إلى مجموعة من أمراض العيون الشائعة الأخرى، مثل العيوب الانكسارية التي تؤدي إلى ارتداء النظارات. كما أشار إلى أن “الماء الأبيض”، الذي يظهر مع تقدم العمر، يمكن معالجته بسهولة من خلال عمليات جراحية بسيطة تعيد النظر إلى وضعه الطبيعي. إلا أن التأخير في إجراء العملية قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
العوامل البيئية وتأثيرها على صحة العين
لم يغفل الدكتور الودعاني عن الحديث عن تأثير العوامل البيئية مثل الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية. فقد أشار إلى أن “الجفاف المزمن للعين” أصبح مرضاً منتشراً بشكل كبير بسبب قضاء ساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب والهواتف المحمولة. وحذر من أن هذا الجفاف قد يتفاقم مع مرور الوقت إذا لم يتم اتباع عادات صحية مثل استخدام قطرات مرطبة للعين.
التوعية المجتمعية وأهميتها
التوعية هي المفتاح للحفاظ على نعمة البصر. من خلال التثقيف المجتمعي وتوفير الفحوصات الطبية الدورية، يمكن منع العديد من الأمراض التي قد تؤدي إلى العمى أو ضعف النظر. وأوضح الدكتور الودعاني أن الحملات التوعوية مثل اليوم العالمي للبصر تساعد في تسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر والتدخل الطبي الفوري. وذكر: “الوعي المجتمعي هو حجر الزاوية في الحفاظ على نعمة البصر“.
في ختام حديثه، أكد الدكتور سعيد الودعاني على أن نعمة البصر ليست مجرد قدرة على الرؤية، بل هي مسؤولية تتطلب منا الحفاظ عليها من خلال الفحص الدوري، والاستجابة لأي مشكلة صحية في العيون بسرعة. ومع التقدم الطبي الذي يشهده العالم اليوم، أصبحت العديد من أمراض العيون قابلة للعلاج إذا تم اكتشافها مبكراً. وفي نهاية المطاف، يظل الحفاظ على صحة العين واجباً فردياً ومجتمعياً لضمان استمرار هذه النعمة طوال الحياة.
نعمة البصر.. الدكتور سعيد ضيف إذاعة القرآن الكريم بإمكانكم الإطلاع على مداخلة الدكتور سعيد على القناة الإخبارية أيضا بزيارة المدونة